السابقون على طريق الدعوة
إن من فضل الله على بعض عباده أن رزقهم نعمة الدعوة إليه وجعلهم من العاملين لدينه، ومع هذا الفضل يحوز هؤلاء شرف الانتساب لدعوة الحق والسير على طريقها، وهي الطريق التي سار عليها السابقون من أعلام الهداية والرشاد.
السالكون ما بين سابق ولاحق
من فضائل السبق:
رابعًا: الذكر الحسن. إن الحياة الحقيقية ما كانت في كنف الله وطاعته والعمل لدعوته والتضحية في سبيله، وفي السعي لقضاء حاجات عباده ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122)﴾ (الأنعام)،
أفهام تحتاج إلى تصحيح
* إذا كانت أجساد إخواننا الكبار قد وهنت، فإنها وهنت عضويًّا ولم تهن نفسيًّا، ومع ضعفها من شدة البلاء ومرور الزمن، ظلت شامخة لم تنحنِ إلا لخالقها، ظلت ثابتةً لم تتبدل أو تتغير، حتى وصلتنا الدعوة من خلالهم أصيلة نقية.
واجبنا نحو أهل السبق على طريق الدعوة
4- أن نكرِّمهم فننزلهم منزلتهم اللائقة بهم؛ لأنهم بثباتهم كنا، ومن بذلهم تزوَّدنا، وعلى الطريق التي مهَّدوها لنا بجهودهم ودمائهم سرنا، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم». حديث حسن، وحديث عمر بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا». (رواه الترمذي)، وقوله ﷺ: «ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه». (أخرجه أحمد في المسند، وحسّنه الألباني في صحيح الجامع).
وفي الختام.. هذا هو طريق الدعوة، تتعاقب عليه الأجيال؛ ليتبع كل جيل الجيل الذي سبقه، وليهيِّئ الأجواء للجيل الذي يأتي بعده، في تعاون وتكامل وتكاتف وتآزر، حتى يأتي وعد الله بالنصر والتمكين. ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا (51)﴾ (الإسراء).
هذا المنشور نشر في أخلاق وقيم تربوية. حفظ الرابط الثابت.